إن الكلام والقدرة على التواصل اللفظي تعتبر من أهم المهارات التي يحتاجها الطفل للتعبير عن احتياجاته ومشاعره وللتفاعل مع الآخرين. ولذا فإن تأخر الكلام أو فقدانه لدى الأطفال التوحديين يعتبر من أكثر المؤشرات التي تثير قلق والديهم.
أولاً: التأخر في تطور مهارات الكلام:
غالباً ما يبدأ الطفل التوحدي بالكلام في سن متأخرة عن الأطفال الآخرين. فمعظم الأطفال التوحديين لا يبدأون بالكلام قبل سن 18 شهراً إلى 3 سنوات. كما أن معدل تطور مهارات الكلام لديهم أبطأ مقارنة بأقرانهم من الناحية العمرية.
ثانياً: استخدام الكلام بشكل انفعالي أو تكراري:
غالباً ما يستخدم الطفل التوحدي الكلام بشكل غير وظيفي في المقام الأول. فقد يستخدمه للتعبير عن رغباته الانفعالية كالغضب أو الحماس أو قد يقتصر استخدامه للكلام على التكرار الحرفي لما يسمعه من الآخرين دون فهم حقيقي للمعنى.
ثالثاً: قلة استخدام الإشارات:
غالباً ما يفتقر الطفل التوحدي إلى استخدام الإشارات البصرية للإشارة إلى الأشياء أو المواقف. كما يفتقد إلى مهارة إدارة المحادثات باستخدام إشارات مثل الإيماء بالرأس أو التقاطع البصري. وهذا يؤثر سلباً على مهارات التواصل لديه.
رابعاً: التعويض عن الكلام بسلوكيات أخرى:
غالباً ما يلجأ الطفل التوحدي إلى استخدام السلوكيات البديلة كالصراخ أو العض أو سحب اليد للتعبير عن احتياجاته بدلاً من استخدام الكلام. وهذا يزيد من صعوبات التواصل لديه ويؤثر سلباً على تطور مهارات التخاطب.
خامساً: قلة استخدام الكلام للتواصل الاجتماعي:
غالباً ما يفتقر الطفل التوحدي إلى استخدام الكلام بشكل وظيفي لغايات التواصل الاجتماعي كمشاركة الاهتمامات أو التعبير عن المشاعر أو طرح الأسئلة. وهذا يؤثر على قدرته على بناء علاقات اجتماعية مع الآخرين.
سادساً: التحدث بنمط غير عادي:
قد يبدو نمط الكلام لدى الطفل التوحدي غير طبيعي من حيث السرعة أو النبرة أو حجم الصوت. فقد يتكلم بصوت مرتفع جداً أو منخفض جداً. أو قد يتكلم بسرعة شديدة أو ببطء شديد. كما أن لغته قد تفتقر إلى السلاسة والانسيابية الطبيعية.
سابعاً: صعوبة فهم لغة الجسد وإشارات الوجه:
غالباً ما يفتقر الطفل التوحدي إلى القدرة على فهم لغة الجسد وتعابير الوجه لدى المتحدث معه. مما يصعب عليه فهم الرسائل الضمنية التي يحملها حديث الآخرين. كما أنه قد يفتقر هو نفسه إلى استخدام تعابير الوجه وإشارات الجسد بشكل مناسب أثناء تواصله مع الآخرين.
ثامناً: صعوبة بدء وإنهاء المحادثات:
غالباً ما يواجه الطفل التوحدي صعوبة في مهارات بدء المحادثة وإنهائها بشكل مناسب. فقد لا يعرف كيف يبادر بدعوة شخص للتحدث أو ينهي الحديث بطريقة مهذبة. كما أنه قد ينهي المحادثة بشكل مفاجئ دون إعطاء أي مؤشرات توضح رغبته في إنهاء الحديث.
تاسعاً: استخدام الحديث الذاتي:
وهذه أهم المؤشرات التي توضح متى وكيف يستخدم الطفل التوحدي الكلام. مع وجود اختلافات فردية بين الأطفال تعتمد على شدة التأثر ومستوى القدرات اللغوية لكل طفل.
بعض الأطفال التوحديين يميلون إلى استخدام ما يسمى بـ”الحديث الذاتي” وهو التحدث مع النفس بصوت مسموع دون مخاطبة شخص آخر. وغالباً ما يحدث هذا النوع من الكلام عندما يكون الطفل منهمكاً في نشاط مفضل لديه. وقد يؤشر هذا السلوك إلى قلة المهارات الاجتماعية لدى الطفل.
وهذه السمات الإضافية تساعد على فهم كيفية استخدام الطفل التوحدي لمهارات التخاطب والتواصل مع الآخرين. وكما ذكرنا سابقاً تختلف هذه السمات من طفل لآخر تبعاً لقدراته ومهاراته الفردية.