يعتبر التوحد اضطراباً في النمو العصبي يؤثر على قدرة الشخص على التفاعل الاجتماعي والتواصل والتصرف بشكل صحيح في المجتمع. ويبدأ التوحد عادة في سن مبكرة، حيث يظهر العديد من العلامات المميزة لهذا الاضطراب.
علامات التوحد عند الأطفال
1- عدم الاهتمام بالتفاعل الاجتماعي:
يعتبر هذا العرض أحد أكثر العلامات الشائعة للتوحد، حيث يبدو أن الطفل لا يشعر بالرغبة في التواصل مع الآخرين. يتجنب النظر في العيون ولا يستجيب للاستجابات الاجتماعية الطبيعية مثل الابتسامات والحركات الجسدية.
2- صعوبات في التواصل اللفظي:
يبدو أن الأطفال المصابين بالتوحد يعانون من صعوبة في استخدام اللغة بطريقة صحيحة وفعالة. قد يتحدث الطفل بطرق غير مباشرة أو يفهم اللغة بشكل حرفي، مما يجعل الاتصال الفعال مع الآخرين أكثر صعوبة.
3- الاهتمام الشديد بأنشطة معينة:
قد يظهر الطفل المصاب بالتوحد اهتمامًا شديدًا بأنشطة وألعاب محددة، مع عدم الاهتمام بما يحدث حوله. ويمكن أن تشمل هذه الأنشطة الجمع والتفكيك والترتيب والترتيب بشكل متكرر ومنتظم.
4- التكرار والروتين:
يعتبر الطفل المصاب بالتوحد محبًا للروتين والتكرار، حيث يحتاج إلى الثبات والاستقرار والتنبؤ بما سيحدث بشكل جيد. ويمكن أن يصبح الطفل متعصبًا للروتين والتكرار، مما يسهل عليه التعامل مع العالم الخارجي.
5- الحساسية للمحيط:
قد تظهر الحساسية للمحيط كعرض آخر للتوحد، حيث يتفاعل الطفل بطريقة غير عادية مع الأصوات والأضواء والروائح والملمس. وقد يتعامل الطفل بشكل غير عادي مع هذه المحفزات، مما يجعل الحياة اليومية أكثر صعوبة.
وعلى الرغم من أن هذه العلامات لا تشير بالضرورة إلى وجود التوحد، إلا أنها تعتبر مؤشرًا مبكرًا للاضطراب. ويتم تشخيص التوحد بشكل دقيق من خلال تحليل العلامات السلوكية والاجتماعية واللغوية والحسية، ويتطلب التشخيص تقييماً شاملاً لصحة الطفل وقدراته العصبية والتواصلية.

ومن الجدير بالذكر أن هناك دراسات عديدة تؤكد على أن الكشف المبكر عن التوحد يساعد في التدخل المبكر وتحسين نتائج العلاج. ولذلك، يجب على الآباء والمعلمين والمراقبين الصحيين الانتباه إلى هذه العلامات والتوجه إلى الخبراء في حال الاشتباه بوجود التوحد لدي الطفل.
بعض النصائح حول كيفية التعامل مع علامات التوحد عند الأطفال:
- توفير بيئة محفزة ومريحة: يجب توفير بيئة تعزز التواصل الاجتماعي واللغوي للطفل المصاب بالتوحد، وذلك من خلال توفير مكان هادئ وخالي من الانحرافات والأصوات المزعجة.
- التواصل مع الطفل بطريقة إيجابية: يمكن إظهار التفاعل الإيجابي مع الطفل عن طريق الابتسام والتحدث بلغة واضحة وبطيئة، واستخدام اللغة الجسدية والحركات لتعزيز التواصل اللفظي.
- إنشاء روتين وجدول زمني منتظم: يمكن إنشاء روتين وجدول زمني منتظم للطفل المصاب بالتوحد، وذلك لتوفير الاستقرار والثبات والتنبؤ بما سيحدث بشكل جيد، وممارسة هذا الجدول بانتظام.
- استخدام الألعاب التعليمية: يمكن استخدام الألعاب التعليمية والتفاعلية لتحسين مهارات التواصل الاجتماعي واللغوي للطفل المصاب بالتوحد.
- البحث عن الدعم المناسب: يجب البحث عن المصادر المناسبة للدعم، سواء كانت ذلك خدمات العلاج النفسي أو الدعم التعليمي أو المجتمعات المحلية التي تقدم الدعم للأطفال المصابين بالتوحد.
هذه بعض النصائح العامة التي يمكن اتباعها للتعامل مع علامات التوحد عند الأطفال، ويمكن تخصيص المزيد من النصائح وفقًا لاحتياجات الطفل وظروفه الفردية.